السيد نعمة الله الجزائري
في كتابه
النور المبين
قصص الأنبياء و المرسلين
قصة النبي صالح (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
وقال ثمود أخاهم صلحا قال يقوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في ارض الله و لا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب اليم(73)في كتابه
النور المبين
قصص الأنبياء و المرسلين
قصة النبي صالح (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
صدق الله العلي العظيم
و قد ذكر الله سبحانه قصتهم في كتابه المجيد تعظيمأ لمواقعتهم الشنيعة و تخويفاً لهذه الأمة من أن يرتكبوا مثلها و قد ارتكبوا ما هو أشنع و أفضع منها .
ولذا صح عنه (ص) انه قال لعلي (عليه السلام) : (أشقى الأولين و الآخرين من عقر ناقة صالح و من ضربك يا علي على قرنك حتى تخضب من دم رأس لحيتك) .
و تواتر عنه (صلى الله عليه واله و سلم) قاتله (عليه السلام) بعاقر الناقة
و قد صنف بعض المتأخرين رسالة في وجه هذا التشبيه و أطال في بيان وجوه المناسبة و من أمعن النظر فيه يظهر له شدة انطباقه عليه وذلك إن علياً (عليه السلام) كان أية لله تعالى أظهرها على يدي رسول الله (صلى الله عليه وأله و سلم) ، كما قال عليه السلام : (و أي آية أعظم مني).
وذكر الفاضل المعتزلي ابن أبي الحديد في الشرح : ( إن تأريخ الدنيا و أحوالها مضبوط من بعد الطوفان الى يومنا هذا , و ما بلغنا في هذه المدة الطويلة إن رجلاً من العرب و العجم والترك و الهند و الروم يدانيه في الشجاعة مع تكثرهم في طواف الناس بل ولم يقاربه احد في خصلة من خصال الكلام ) .
و روى صاحب كتاب القدسيات من علماء الجمهور انه قال جبرائيل((ع)) للنبي (ص) :
(إن الله بعث علياً مع الأنبياء باطناً و بعثه معك ظاهراً) .
و أما ولادته فكانت في الكعبة التي هي صخرة بيت الله , كما خرجت الناقة من الصخرة ،و لم يتفق ذلك لنبي أو وصي نبي . كما كان (عليه السلام) يمير الناس العلوم و الحكم كما كانت الناقة تميرهم السقيا .
و أما سبب شهادته (عليه السلام) فكانت قطامة عليها لعنة الله , كما كان السبب في عقر الناقة الملعونة الزرقاء , وبعد أن استشهد (ع) عمدوا إلى ولده الحسين (ع) وقتلوه ، كما قتل أولئك فصيل الناقة ، الى غير ذلك من وجوه المناسبة بين قران قاتلة (عليه السلام) مع عاقر الناقة و المشابهة بينهما .
و قوله سبحانه : (تتخذون من سهولها)
السهل خلاف الجبل ، هو ما ليس فيه مشقة للناس أي تبنون في سهولها الدور و القصور ، و إنما اتخذوها في السهول ليصيفوا فيها .
وقوله تعالى : ( و تنحتون من الجبال بيوتاً )
قال ابن عباس : كانوا يبنون القصور بكل موضع وينحتون من الجبال بيوتاً لتكون مساكنهم في الشتاء أفضل و أدفئ .
و كانت ثمود بوادي القرى بين المدينة و الشام وكانت عاد باليمن و كانت أعمار ثمود من ألف سنة إلى ثلاثمائة .
و أما صالح (ع) : فهو صالح بن ثمود بن عاثر بن ارم بن سام بن نوح (ع) .
عن أبيه عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر(ع) قال : إن رسول الله (ص) سأل جبرائيل (ع) :
كيف كان مهلك قوم صالح ؟
فقال : يا محمد إن صالحاً بعث إلى قومه وهو ابن ست عشرة سنة فلبث فيهم حتى بلغ عشرين ومائة سنة لا يجيبونه إلى الخير , وكان لهم سبعون صنماً يعبدونها من دون الله , فلما رأى ذلك منهم قال يا قوم إني قد بعثت إليكم وأنا ابن ست عشرة سنة و قد بلغت عشرين و مائة سنة , وأنا اعرض عليكم أمين إن شئتم فسألوني حتى أسأل إلهي فيجيبكم فيما تسألوني , و إن شئتم سألت آلهتكم فإن أجابتني بالذي أسألها خرجت عنكم فقد شنئتكم و شنئتموني ؟
فقالوا قد أنصفت , فتعدوا ليوم يخرجون فيه , فخرجوا بأصنامهم إل ظهرهم ثم قربوا طعامهم و شرابهم فأكلوا و شربوا , فلما فرغوا دعوه فقالوا يا صالح سل , فدعا صالح كبير أصنامهم فقال
ما اسم هذا ؟ فأخبروه بإسمه فناداه بإسمه فلم يجب , فقالوا ادع غيره فدعا كلها بأسمائهم فلم يجبه واحد منهم , فقال يا قوم قد ترون دعوت أصنامكم فلم يجبني واحد منهم , فسألوني حتى أدعو إلهي فيجيبكم الساعة , فأقبلوا على أصنامهم فقالوا لها ما بالكن لا تجبن صالحاً , فلم تجب , فقالوا
يا صالح تنح عنا و دعنا و أصنامنا , قال فرموا بتلك البسط التي بسطوها و بتلك الآنية و تمرغوا في التراب و قالوا لها لئن لم تجبن صالحاً اليوم لتفضحن , ثم دعوه فقالوا يا صالح تعال فسلها فعاد فسألها فلم تجبه , فقال يا قوم قد ذهب النهار ولا أرى آلهتكم تجيبني , فسألوني حتى أدعو إلهي فيجيبكم الساعة , فانتدب له سبعون رجلأ من كبرائهم فقلوا يا صالح نحن نسألك , فال أكل هؤلاء يرضون بكم ؟ قالوا نعم , فإن أجابك هؤلاء أجبناك قالوا يا صالح نحن نسألك فان أجابك ربك اتبعناك و تابعك جميع قريتنا فقال لهم صالح سلوني ما شئتم فقالوا انطلق بنا إلى هذا الجبل
فانطلق معهم , فقالوا سل ربك أن يخرج لنا الساعة من هذا الجبل ناقة حمراء شديدة الحمرة و
براء عشراء (يعني حاملاً) بين جنبيها ميل , فقال سألتموني شيئاً يعظم علي و يهون على ربي , فسأل الله ذلك .
فانصدع الجبل صدعاً كادت تطير منه العقول لما سمعوا صوته و اضطرب الجبل كما تضطرب المرأة عند المخاض , ثم لم يفاجئهم إلا و رأسها قد طلع عليهم من ذلك الصدع فما استتمت رقبتها
حتى اجترت ثم خرج ساير جسدها , فاستوت على الأرض قائمة فلما رأوا ذلك قالوا يا صالح ما أسرع ما أجابك ربك , فسأله أن يخرج لنا فصيلها فسأل الله ذلك , فرمت به فدب حولها , فقال
يا قوم أبقي شيء ؟ قالوا لا فانطلق بنا إلى قومنا نخبرهم ما رأيناه و يؤمنوا بك , فرجعوا فلم يبلغ السبعون رجلاً إليهم حتى ارتد منهم أربعة و ستون رجلاً و قالوا سحر , و ثبت الستة و قالوا الحق
ما رأيناه ثم ارتاب من الستة واحد فكان فيمن عقرها .
و زاد محمد بن أبي نصر في حديثه : قال سعيد بن يزيد فأخبرني إنه رأى الجبل الذي خرجت منه بالشام , فرأى جنبها قد حك الجبل غأثر جنبها فيه و جبل آخر بينه و بين هذا الميل .
( و في التهذيب ) عن أمير المؤمنين (ع) قال :ادفنوني في هذا الظهر في قبر أخوي هود و صالح
عليهما السلام .
( وعن ابن عباس ) قال : خرج رسول الله (ص) ذات يوم و هو آخذ بيد علي (ع) و هو يقول : يا معشر الأنصار أنا محمد رسول الله إلا إنني خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي : أنا و علي و حمزة و جعفر .
فقال قائل هؤلاء معك ركبان يوم القيامة ؟ فقال كذلك أنه لن يركب يومئذ إلا أربعة :
أنا وعلي وفاطمة و صالح , فأما أنا على البراق , ا أما فاطمة إبنتي فعلى العضباء , و أما صالح فعلى ناقة الله التي عقرت , و أما علي فعلى ناقة من نوق الجنة زمامها من ياقوت عليه حلتان خضراوان فيقف بين الجنة و النار و قد ألجم الناس العرق يومئذ فتهب ريح من قبل العرش فتنشف عنهم عرقهم , فيقول الأنبياء و الملائكة و الصديقون : ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل
فينادي منادٍ : ما هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولكنه علي بن أبي طالب أخو رسول الله (صلوات الله عليهما في الدنيا و الآخرة ) .
(وفي تفسير علي إبراهيم ) صالح قال لهم : لهذه الناقة شراب -- أي تشرب ماؤكم يوماً --
وتدر عليكم لبناً يوماً , فكانت تشرب ماءهم يوماً و إذا كان من الغد وقفت وسط قريتهم , فلا يبقى في القرية أحد إلا حلب منها حاجته , و كان فيهم تسعة من رؤسائهم يفسدون في الأرض , فعقروا الناقة و قتلوها و قتلوا فصيلها فلما عقروا الناقة قالوا لصالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ,
قال صالح : ( تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ) و علامة هلاككم أن تصفر وجوهكم غدا و تحمر بعد غد و تسود في اليوم الثالث , فلما كان من الغد نظروا إلى وجوههم قد إصفرت , فلما كان اليوم الثاني احمرت وجوههم مثل الدم , فلما كان اليوم الثالث اسودت وجوههم فبعث الله عليهم صيحة جبرائيل (ع) صاح بهم صيحة تقطعت بها قلوبهم و خرقت منها أسماعهم فماتوا أجمعين في طرفة عين , ثم أرسل الله عليهم ناراً من السماء فأحرقتهم .
قال الحسن بن محبوب : حدثني رجل من أصحابها يقال له سعيد بن زيد في حديث طويل قال فيه :
و كانت مواشيهم تنفر منها لعظمها فهموا بقتلها , قالوا وكانت امرأة جميلة يقال لها صدوب ذات مال و غنم و بقر , و كانت أشد الناس عداوة لصالح , فدعت رجلاً من ثمود يقال له مصدع و جعلت له على نفسها على أن يعقر الناقة , و امرأة اخرى يقال لها عنيزة دعت قدار بن سالف و كان أحمر أزرق قصيراً و كان ولد زنا ولم يكن لأبيه و لكنه ولد على فراشه , قالت أعطيك أي بناتي شئت على أن تعقر الناقة فانطلق قدار و مصدع فاستغويا غواة ثمود فاتبعهما سبعة نفر و أجمعوا على عقر الناقة .
و لما ولد قدار و كبر و جلس مع أناس يصيبون مع الشراب فأرادوا ماءً يمزجون به شرابهم و كان ذلك اليوم شرب الناقة , فوجدوا الماء قد شربته الناقة , فاشتد ذلك عليهم فقال قدار :
هل لكم أن أعقرها لكم ؟ قـالوا : نعــم .
و قال كعب : كان سبب عقرهم للناقة إن امرأة يقال لها ملكا كانت قد ملكت ثمود فلما أقبلت الناس على صالح و أصبحت الرئاسة إليه حسدته فقالت لا مرأة يقال لها قطام و كانت معشوقة قدار بن سالف و لا مرأة اخرى يقال لها قبال و كانت معشوقة مصدع و كان قدار و مصدع يجتمعان معهما كل ليلة و يشربون الخمر فقالت لهما ملكا إن أتاكما الليلة قدار و مصدع فلا تطيعاهما و قولا لهما إن الملكة حزينة لأجل الناقة و لأجل صالح فنحن لا نطيعكما حتى تعقرا الناقة , فلما اتياهما قالتا لهما هذه المقالة فقالا نحن نكون من وراء عقرها , فانطلق قدار و مصدع و أصحابهما السبعة فرصدوا الناقة حتى صدرت عن الماء و قد كمن لها قدار في أصل صخرة في طريقها و كمن لها مصدع في أصل أخرى , فمرت على مصدع فرماها بسهم فانتظم به عضلة ساقها و خرجت عنيزة و أمرت ابنتها و كانت من أحسن الناس فأسفرت لقدار ثم زمرته فشد على الناقة بالسيف فكشف عرقوبها فخرجت و رغت رغاءً واحدة ثم طعنها في لبتها فنحرها , و خرج أهل البلدة و اقتسموا لحمها و طبخوه , فلما رأى الفصيل ما فعله ما فعل بامه ولى هاربأ ثم صعد جبلأ , ثم رغا رغاءأ تقطع منه قلوب القوم , و أقبل صالح فخرجوا يعتذرون إليه , إنما عقرها فلان و لا ذنب لنا , فقال صالح : انظروا هل تدركون فصيلها فان أدركتموه فعسى أن يرفع عنكم العذاب , فخرجوا يطلبونه في الجبل فلم يجدوه .
و كانوا قد عقروا الناقة ليلة الأربعاء , فقال لهم صالح : تمتعوا في داركم ثلاثة أيام , فان العذاب نازل بكم , فصاح بهم جبرائيل (ع) تلك الصيحة , و كانوا قد تحنطوا و تكفنوا و علموا أن العذاب نازل بهم , فماتوا أجمعين في طرفة عين , و كان ذلك في يوم الأربعاء .
الأحد يناير 25, 2015 11:48 am من طرف farouk
» برامج البروكسي لتخطي الحجب
السبت أكتوبر 11, 2014 8:57 pm من طرف dinaomar
» ممكن تساعدونى
السبت يناير 04, 2014 5:35 am من طرف om karma
» ساعات - ملابس طبية- ملابس فندقية - ملابس امن - ساعات - طباعة تيشرتات <<<
الخميس أكتوبر 31, 2013 5:07 am من طرف montadar
» أسرار البحث في جوجل – لم تعرفها من قبل(ما لا تعرفه عن جوجل)
الأربعاء أكتوبر 16, 2013 3:50 am من طرف montadar
» ما هو تقيمك للمنتدى؟
الثلاثاء أكتوبر 15, 2013 10:17 am من طرف montadar
» صور رسم جميلة
الإثنين أكتوبر 14, 2013 6:36 am من طرف montadar
» صوره طريفه جدا
الإثنين أكتوبر 14, 2013 6:26 am من طرف montadar
» اقتراح
الإثنين أكتوبر 14, 2013 3:42 am من طرف montadar
» التنقيب عن البيانات Data Mining
الخميس أكتوبر 10, 2013 6:37 am من طرف jokr123